فوز دبي باستضافة معرض إكسبو 2020 كان له أثر جد إيجابي على السوق العقارية في الإمارة بالخصوص و في مختلف مدن الإمارات العربية المتحدة عموما. يمكننا تقسيم هذا التأثير إلى ثلاثة مراحل رئيسية: مرحلة ما قبل بداية فعاليات معرض إكسبو 2020، و المرحلة التي ستوازي استضافة المعرض، ثم مرحلة ما بعد هذا الحدث العالمي. في واقع الأمر، تتمثل أهم مكاسب الاستضافة وأكثرها استراتيجية في التأثير طويل الذي سيظهر بعد المعرض و الذي سيكون له مساهمة مهمة في اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة عموما و بشكل خاص في دبي.
[youtube http://www.youtube.com/watch?v=4GTl4UCvOaY]
توقعات متفائلة و تفاؤل حذر
رغم هذه التوقعات المتفائلة بالنظر لتأثير معرض إكسبو 2020 على المد البعيد، فقد حذر الكثير من خبراء القطاع العقاري من تأثيره على المدى القصير، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى نمو مفاجئ مفرط و ارتفاع حاد في الأسعار يأتي ترجمة لمشاعر المستثمرين و المستهلكين. هذه الأخيرة تعتبر من العوامل الأساسية التي تأثر في السوق العقاري في دبي و تساهم في التغيرات التي قد تطرأ على مستوى العرض و الطلب. نجاح دبي في استضافة معرض إكسبو 2020 سيؤدي لا محالة إلى ارتفاع أسعار الأراضي و الشقق و الفلل التي تقع في محيط مكان المعرض بمنطقة جبل علي. بالرغم من هذا التوقع المنطقي، فإن من المرجح أيضا أن تؤدي الإمدادات الجديدة إلى تخفيف حدة ارتفاع الأسعار و اتساع الفجوة بين الأسعار المطلوبة و تلك التي يعرفها سوق العقارات في دبي.
آثار اقتصادية إيجابية و تحديات واقعية
استضافة دبي معرض إكسبو 2020 سوف يترك آثاراً إيجابية على اقتصادها وبالتبعية على الطلب العقاري. تشير التقديرات إلى أن الاستضافة سوف تزيد إجمالي النتاج المحلي لدبي بنسبة قد تصل إلى 2%، الشيء الذي سيؤثر بدوره على سوق العمل باستحداث قرابة 270.000 فرصة عمل إضافية. وإذا صحت هذه التوقعات، فسوف يكون السوق العقاري من أكبر المستفيدين من هذا الازدهار بسبب ازدياد الإنفاق وارتفاع الطلب على الوحدات السكنية بمختلف أنواعها. في ظل هذا المسار التصاعدي، سيكون التحدي الرئيسي أمام المطورين وأصحاب العقارات هو: تنفيذ مرحلة مشاريع ما قبل معرض إكسبو 2020 بما في ذلك من التزامات و آجال زمنية ، ثم العثور على مستخدمين للعقارات على المدى الطويل بعد الحدث نفسه.
