كشف بعض الخبراء والمستشارين في تطوير المجمعات السكنية والمدن المستدامة عن 8 توجهات جذرية تحكم صناعة التطوير العقاري في الإمارات بعد جائحة كورونا. وقالوا انه بعد كورونا سيتم التعامل بجدية مع التحديات التي نتجت عن هذه الجائحة على صعيد تصميم المنزل بشكل خاص أو المدن بشكل عام. إن التاريخ الحديث لا يسجل مسبقاً تعاملاُ معمارياً مع الأوبئة إلا في حدود ضيقة، وهناك نماذج محدودة لمدن صممت للحفاظ على صحة سكانها مثل سنغافورة وطوكيو الذين قاموا بإعادة تصميم وتطوير المدن لتصبح أكثر مقدرة على الصمود في وجه الأوبئة.
إنّ صناعة التطوير العقاري على وشك أن تشهد تغييرات جذرية هي في حقيقتها استحقاقات رافقت اجتياح الفيروس للعالم، ولعلها ماضية في 8 اتجاهات مطروحة للنقاش وهي:
1 ـ الفلل والشقق: أصبح البيت المنفصل ذو الحديقة الصغيرة أكثر بريقاً من الشقق السكنية التي يتشارك فيها السكان مرافقها الداخلية كشبكات الصرف الصحي والمصاعد والسلالم والمداخل والمخارج. ويدعم هذه الفكرة الذين تعرضوا لعواقب نفسية بسبب العزلة التي فرضها الإغلاق.
2 ـ تصميم المسكن: يجب تبني فكرة “البناء الصحي” حتى دون تداعيات جائحة كورونا، كونه يوظف الضوء الطبيعي ويحسّن التهوية ويقلل عناصر الديكور الداخلية، كما أنه يلغي دمج النباتات والمواد الطبيعية الأخرى.
3 ـ مساكن محصّنة: فهناك اتجاه معماري آخذ بالتوسع في العديد من دول العالم فيما يتعلق بالمباني المحصّنة، فشعوب تلك الدول تأثرت بتجربة الإغلاق والعزلة، وأثارت لديهم بعض الأفكار عن نهاية العالم. بالتالي يتركز التحصين من هذا النوع على أن يضم البيت مخزناً خارجياً، لتخزين الطعام والمنظفات.
4 ـ تنظيم الحركة: ستتغير أيضاً المخططات التي تفتح المدخل على غرفة المعيشة والمطبخ وغرفة الطعام، وسيتم فصل مدخل المنزل وبذلك نتمكن من ترك أحذيتنا وملابسنا وممتلكاتنا بدلاً من حمل الأوساخ الى غرفة المعيشة.
5- العمل من المنزل: بالتأكيد سيكون هناك مساحات للعمل داخل المنزل، ومكاتب حقيقية، أكثر من مجرد زوايا مؤقتة في الغرفة فعندما تقضي الكثير من الوقت في العمل من المنزل، أنت بحاجة إلى مساحة منفصلة فعلياً عن بقية المنزل، لتكون أكثر إنتاجية وراحة.
6 ـ مواد البناء: يتجه المصممون لتطبيق استراتيجيات مقاومة للجراثيم، مثل أسطح البوليمر المضادة للميكروبات وفائقة الالتصاق، وأسطح النحاس التي تقتل الجراثيم والفيروسات بشكل تلقائي، بدلاً من اعتمادنا عقوداً طويلة على البلاستيك و”الاستانلس” المثاليين لنمو البكتيريا.
7ـ صحة العقل: يسعى المصممون لتنفيذ تصميمات داخلية للمنازل بهدف توفير الراحة النفسية والجسدية أكثر من أي وقت مضى، وسيحتاج المصممون إلى التفكير في كيفية مساعدتنا في الحفاظ على صحتنا العقلية من خلال البيئات الداخلية، باستخدام الإضاءة والألوان وترتيب الأثاث، وتصميم مكتبات صغيرة للموسيقى، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي بين أفراد المنزل.
8ـ وجود حديقة: ستعود هواياتنا المتعلقة بالزراعة قريباً، مع طرق جديدة لدمج المساحات الخضراء داخل المنازل. فسوف تشهد الحدائق العمودية والبستنة الداخلية طفرة، كطريقة مثبتة لتقليل إجهادنا وتحسين جودة الهواء داخل منازلنا.