منذ أن تقرر احتضان معرض اكسبو 2020 في دبي أحدث نقلة نوعية في قطاع العقارات في دبي، من وقتها بدأ القطاع في اتخاذ اتجاهات أثرت السوق بكمية ونوعية المشاريع ظهرت الحاجة إليها لسد طبيعة الطلب على العقار التي تخدم الحدث خاصة في مجال الضيافة والفنادق.
وقد عمل اكسبو 2020 في تطوير كافة القطاعات الاقتصادية دون استثناء التي لها علاقة بالقطاع سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة، إذ أن أي نشاط اقتصادي يحتاج لنوع من الوحدات العقارية فمثلا التجارة تحتاج مساحات تجارية، السياحة تحتاج فنادق، الضيافة والترفيه تحتاج مرافق ومطاعم ومقاهي، قطاعي الخدمات والصناعة تحتاج مكاتب ومصانع، كلها لا تستغني عن العقار العصب الرئيسي لإطلاق مشاريعها، وكانت فرصة للقطاع العقاري لاحتواء الطلب وإثبات جدواه عمليا وبث الشعور بالتفاؤل لدى المطورين والمستثمرين على حد سواء إزاء الحدث مما تولد عنه زيادة في حجم تنفيذ المشاريع بوتيرة متسارعة، وصلت إلى ما يشبه بفقاعة أو انفجار عقاري إذا نظرنا إلى كمية الوحدات العقارية التي دخلت السوق اليوم والتي فاقت الطلب، حيث أدَى الأمر إلى إصابة السوق بتخمة معروض أثَرت على الأسعار في نهاية الأمر.
في حين قد شهدت السوق العقارية تغيراً في نوعية الاستثمار، إذ زاد الطلب من قبل الباحثين عن شراء عقار لتأمين مستقبلهم ومستقبل عائلتهم، حيث بينت لهم الجائحة أهمية تملك العقارات، ولكن في المقابل شهد القطاع تراجعاً كبيراً من قبل المستثمرين المقيمين خارج الدولة بسبب الاضطرابات العالمية، في حين تزايد الطلب على العقارات من قبل العائلات التي انتقلت من أوروبا وأميركا للعيش في دبي، بسبب ما حققته الإمارات من إنجازات كبيرة في مواجهة الجائحة ومعالجتها وهذا ما عزز من مكانة السوق ليرتفع الطلب في الربعين الثالث والرابع من العام الماضي لتتجاوز الأرقام التي تم تحقيقها في 2019
ولهذا انتقلت الإمارات خاصة دبي إلى مقدمة الأسواق الأكثر ثقة في العالم، والأكثر استقراراً وجذباً للاستثمارات العالمية من جديد، إذ شهدت السوق إطلاق مشاريع جديدة، وذلك بعد ان تقرر اكسبو 2020 ، وهذا مؤشر واضح على زيادة الطلب من جديد، مع التنويه على أن نوعية الطلب قد تغيرت لتكون في الغالبية من قبل عائلات الوافدين إلى الدولة بهدف الاستقرار في الإمارات، مما رفع عدد سكان الإمارات ليصل إلى أكثر من 9.3 مليون نسمة بنسبة زيادة تصل إلى 1.46 في المائة مقارنة بعام 2018
وقد تم التعامل بذكاء مع المعطيات الإيجابية أثناء فترة اكسبو 2020 والتي تقدر بستة أشهر وتمديد الرؤية إلى ما بعد ذلك لتحقيق معادلة فعالة في طبيعة المشاريع العقارية الموجهة للاستثمار من جهة وللحفاظ على نمو السوق العقاري من جهة أخرى واستمرار تعافي السوق وفق خطط مستقبلية ترمي لإعادة تطوير منطقة إكسبو للتحول إلى منطقة سكنية متعددة الاستخدامات تضاف إلى منطقة دبي الجنوب بعد انتهاء مدة الحدث.